أيها الإخوة أنا فتاة متزوجة منذ أكثر من عشر سنين ولي أطفال... لم أشعر قط بأي نوع من عدم التوافق بيني وبين زوجي.. ولكنني في الفترة الأخيرة اكتشفت أنه كثير الدخول لغرف الدردشة ومتابعة الأفلام والصور... آلمني ذلك كثيرا وأجج نيران الغيرة في أحشائي... كيف أنصحه؟ كيف أوجهه؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الشبكة العالمية قد دخلت القلوب قبل البيوت فعاثت فيها فسادا، وإنه لمن الصعب على كثير من الناس أن يستمر على غض البصر أمام سيل الصور المنهمر الذي يغزوا شاشات الحاسوب في كل حين، وغير خاف على أحد ما يعانيه المسلمون من مشقة في سبيل مواجهة هذه الحرب المعلنة من طرف واحد وهو الطرف المصدر للفتن رغم ما يخلط بها من فوائد ومعارف يسهل الوصول إليها.
وكل ذلك يحتم العاقل أن يتوخى الحيطة والحذر أثناء التعاطي مع هذه الوسائل، ولا يتم له ذلك إلا بمراقبة الله عز وجل ومعرفته بأسمائه وصفاته، فمن علم أن الله يعلم السر وأخفى ومن أدرك أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور عظم عليه اقتحام محارمه وكان من السهل عليه أن ينزجر عما حرم الله عز وجل.
ونحن أيتها الفاضلة نذكر لك بعض النقاط لعلها تكون معينة على تصحيح هذا الوضع:
عليك بالدعاء له بالصلاح والهداية، ولا يكن همك هو التشفي والانتقام للنفس.
عليك بمساعدته على تنمية الوازع الديني الذي يمنع من الوقوع في مثل هذه الأمور التي قد تكون ممهدة لما هو أسوأ منها.
في بعض الأحيان يفوت على بعض النساء ضرورة أن تهتم المرأة بمظهرها وهندامها.. ولا تأخذ زينتها إلا عند الخروج من البيت، وهذا ربما جعل الرجل يزهد كثيرا في التواصل معها، فيكون ذلك بداية للبحث عن أمور غير لائقة وغير مقبولة شرعا... فانتبهي لذلك رعاك الله.
عليك بالتواصل الجيد الواعي الذي يأخذ الرجل من أوحال العلاقات المشبوهة إلى أفنان الطاعة والقرب من الله عز وجل، ومما يعين على ذلك إيجاد بعض الأشرطة الوعظية والفتاوى الشرعية التي تحذر من إطلاق البصر وتبين المخاطر المترتبة عليه.
الانفراد ربما كان معينا على الوقوع في كثير من الأمور المحرمة، فاحرصي على أن تكوني مع زوجك أو قربه أثناء تصفحه للنت، فإن ذلك مما يعين على ترك مثل تلك الأمور المحرمة.
